[ ٣٣٨ / ٢ ] وبهذا الإسناد عن محمّد بن زكريّا ، قال : حدّثنا عمر بن عمران ، قال : حدّثنا عبيدالله بن موسى العبسي ، قال : أخبرني جبلة المكّي ، عن طاووس اليماني ، عن ابن عبّاس قال : دخلت عائشة على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقبّل فاطمة فقالت له : أتحبّها يا رسول الله؟
قال : «أما والله ، لو علمت حبّي لها لأزددت لها حبّاً ، إنّه لمّا عرج بي إلى السماء الرابعة أذَّن جبرئيل وأقام ميكائيل ثمّ قيل لي : اُدن يا محمّد ، فقلت : أتقدّم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال : نعم ، إنّ الله عزوجل فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين وفضّلك أنت خاصّة ، فدنوت فصلّيت بأهل السماء الرابعة ، ثمّ التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم عليهالسلام في روضة من رياض الجنّة ، وقد اكتنفها (١) جماعة من الملائكة ثمّ إنّي صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة فنوديت : يا محمّد ، نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، فلمّا صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل عليهالسلام بيدي فأدخلني الجنّة ، فإذا أنا بشجرة من نور ، في أصلها ملكان يطويان له (٢) الحلل والحلي ، فقلت : حبيبي جبرئيل ، لمن هذه الشجرة؟
فقال : هذه لأخيك علي بن أبي طالب ، وهذان الملكان يطويان له الحلي والحلل إلى يوم القيامة ، ثمّ تقدّمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد ، وأطيب رائحة من المسك ، وأحلى من العسل ، فأخذت رطبة فأكلتها فتحوّلت الرطبة نطفة في صلبي ، فلمّا أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، ففاطمة ، حوراء إنسية ، فإذا اشتقت إلى الجنّة شممت
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : اكتنفه القوم كانوا منه يمنة ويسرة. المصباح المنير : ٥٤٢ / الكنف .
(٢) أثبتناها من نسخة «ن».