واحدة مِنهنَّ إلى يوسف سرّاً من صاحبتها تسأله الزيارة فأبى عليهنّ ، وقال : ( وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ) (١) ، فصرف الله عنه كيدهنَّ ، فلمّا شاع أمريوسف وأمر امرأة العزيز والنسوة في مصر ، بدا للملك بعد ما سمع قول الصبيّ : ليسجننَّ يوسف ، فسجنه في السجن ودخل السجن مع يوسف فتيان ، وكان من قصّتهما وقصّة يوسف ما قصّه الله في الكتاب».
قال أبو حمزة : ثمّ انقطع حديث علي بن الحسين صلوات الله عليه (٢) .
[ ٧٥ / ٢ ] وسمعت محمّد بن عبدالله بن محمّد بن طيفور يقول في قول يوسف عليهالسلام : ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (٣) : إنّ يوسف رجع إلى اختيار نفسه فاختار السجن فوكل إلى اختياره ، والتجأ نبيّ الله محمّد صلىاللهعليهوآله إلى الخيار فتبرّأ من الاختيار ، ودعا دعاء الافتقار ، فقال على رؤية الاضطرار : «يا مقلّب القلوب والأبصار ، ثبّت قلبي على طاعتك» ، فعوفي من العلّة وعصم (٤) ، فاستجاب الله له ، وأحسن إجابته ، وهو أنّ الله عصمه ظاهراً وباطناً.
وسمعته يقول في قول يعقوب : ( هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ) (٥) : إنّ هذا مثل قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : «لا يلسع المؤمن من
__________________
(١) سورة يوسف ١٢ : ٣٣.
(٢) أورده العيّاشي في التفسير ٢ : ١٦٧ / ٥ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ١٢٦ / ١٢٧ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ٢٧١ / ٤٨.
(٣) سورة يوسف ١٢ : ٣٣.
(٤) في «ن ، ح ، ش» : وعظم.
(٥) سورة يوسف ١٢ : ٦٤.