١ ـ قال حافظ المغرب أبو عمر ابن عبد البرّ القرطبي ما نصه :
« قال المزني رحمهالله في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أصحابي كالنجوم قال : إن صحّ هذا الخبر فمعناه فيما نقلوا عنه وشهدوا به عليه ، فكلّهم ثقة مؤتمن على ما جاء به ، لا يجوز عندي غير هذا. وأمّا ما قالوا فيه برأيهم فلو كان عند أنفسهم كذلك ما خطّأ بعضهم بعضا ولا أنكر بعضهم على بعض ، ولا رجع منهم أحد إلى قول صاحبه. فتدبّر.
وعن محمد بن أيوب الرقي قال قال لنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار : سألتم عمّا يروى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ممّا في أيدي العامّة ، يروونه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : مثل أصحابي كمثل النجوم وأصحابي كالنجوم فبأيهما اقتدوا اهتدوا. قال : وهذا الكلام لا يصح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. رواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وربّما رواه عبد الرحيم عن أبيه عن ابن عمر. وإنّما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد الرحيم بن زيد ، لأن أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه.
والكلام أيضا منكر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وقد روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بإسناد صحيح : عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين بعدي فعضّوا عليها بالنواجذ. وهذا الكلام يعارض حديث عبد الرحيم لو ثبت فكيف ولم يثبت ، والنبي صلّى الله عليه وسلّم لا يبيح الاختلاف بعده من أصحابه. والله أعلم. هذا آخر كلام البزار.
قال أبو عمر : قد روى أبو شهاب الخيّاط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنما أصحابي مثل النجوم فأيّهم أخذتم بقوله اهتديتم. وهذا لا يصح ولا يرويه عن نافع من يحتج به. وليس كلام البزار بصحيح على كلّ حال. لأن الاقتداء بأصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم منفردين إنما هو لمن جهل ما يسأل عنه ، ومن كانت هذه حاله فالتقليد لازم له ،