أما بسط العدل فهو من أهم ما عني به الاسلام ، فقد نشر الرسول الأعظم (ص) العدل بجميع رحابه ومفاهيمه بين الناس ، وكذلك وصيه ، وباب مدينة علمه الامام أمير المؤمنين فانه حينما تقلد الحكم سعى جاهدا إلى تطبيق العدل السياسي ، والعدل الاجتماعي ، وكان القريب والبعيد عنده في ذلك سواء ، وقد رأى الناس في عهده من صنوف العدل ما لم يشاهدوه في جميع مراحل التأريخ ، وقد حفل التأريخ الاسلامي بصور رائعة من ذلك العدل الذي نشره الامام (ع) مما يعتبر عاملا أصيلا في ازدهار الوعي الاجتماعي والسياسي في العالم الاسلامي على امتداد التأريخ.
من المبادئ الأساسية في الفكر السياسي الشيعي مقاومة الظلم ومناجزة الظالمين فقد انطلق أعلام هذه الطائفة أيام الحكم الأموي والعباسي إلى مقارعة الظلم ومناجزة الطغيان ، وكان أول من انطلق في هذا الميدان الامام أمير المؤمنين (ع) ثم تلميذه الوفي أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله (ص) الذي قاوم الاستبداد الأموي والطغيان الفاجر ، ونادى بالعدالة الاجتماعية وتهيئة الفرص لجميع المواطنين.
ولما آل الأمر إلى الامام أمير المؤمنين تبنت حكومته القضايا المصيرية للأمة ، وتبنت العدل والمساواة وتحقيق الرخاء للأمة.