وقد خلق الامام أيام حكومته القصيرة الأمد وعيا أصيلا في نفوس شيعته يدعوهم إلى الثورة والتمرد على كل ظالم مستبد ، فقد ثار الزعيم العظيم حجر بن عدي مع الثوار من إخوانه في وجه معاوية الذئب الجاهلي الذي حول البلاد الاسلامية إلى مزرعة له ولبني أمية وسائر عملائهم وأذنابهم ، ولم تطق الحكومة المركزية في الكوفة صبرا على الهجمات التي يشنها عليها حجر فألقت القبض عليه وعلى إخوانه وسيرتهم إلى الشام فأعدموا في مرج عذراء وقد استشهدوا من أجل أداء رسالتهم الاسلامية الكبرى الهادفة إلى نشر العدل وتحقيق المساواة بين المسلمين.
ولم تمض الأيام حتى رفع علم الثورة الامام الحسين (ع) سبط الرسول الأعظم (ص) فقد نقم على الظلم السائد في عصره فثار في وجه حفيد أبي سفيان العدو الأول للاسلام.
وقد استشهد الامام العظيم في سبيل الاصلاح الاجتماعي وفي سبيل توزيع خيرات الأرض على الفقراء والمعوزين والمحرومين.
وغير أبو الأحرار بثورته الخالدة وجه التأريخ العربي والاسلامي ، فقد أخرج المسلمين من حياة الذل إلى حياة العز ، وفتح لهم أبواب المجد والكفاح ، فقد انطلقت الثورات المتلاحقة من أحفاد الحسين وأحفاد أخيه الحسن ، قد رفعت شعار العدل والمساواة بين المسلمين.
يقول الوردي : « الشيعة أول من حمل الثورة الفكرية في الاسلام ضد الطغيان ، وفي نظرياتها تكمن روح الثورة ، وإن عقيدة الامامة التي آمن بها الشيعة حملتهم على انتقاد الطبقة الحاكمة ومعارضتها في جميع مراحل تأريخهم ، وجعلتهم يرون كل حكومة غاصبة ظالمة مهما كان نوعها إلا إذا تولى أمرها إمام معصوم ، لذلك كانوا في ثورة مستمرة