الشعبية شعارا لنيل أهدافهم وقد أقاموا الدنيا وأقعدوها على دم عميدهم في حين أنهم هم الذين خذلوه ، وما نصروه حينما أحاط به الثوار مطالبين بتحقيق العدالة الاجتماعية ، وقد بقي أياما محاصرا وهو بمرأى من الأمويين ومسمع فلم يهبوا لنجدته حتى أجهز عليه الثوار ، وقد طبل الأمويون بدم عثمان للاستيلاء على السلطة والظفر بخيرات البلاد ، وحينما جاءهم الملك اعتمدوا في سياستهم على جميع الوسائل التي لا يقرها الدين وكان من بينها.
أ ـ إنهم خدعوا أهل الشام فأوهموا عليهم أنهم أقرب الناس إلى رسول الله (ص) وألصقهم به ، وقد اعتقد الشاميون بذلك ، ولم يستبن لهم الحال إلا بعد انقلاب الحكم الأموي ومجيء الحكم العباسي ، وقد نظم بعض الشعراء ذلك بقوله :
أيها الناس
اسمعوا أخبركم |
|
عجبا زاد على كل
العجب |
عجبا من عبد شمس
أنهم |
|
فتحوا للناس
أبواب الكذب |
ورثوا أحمد فيما
زعموا |
|
دون عباس بن عبد
المطلب |
كذبوا والله ما
نعلمه |
|
يحرز الميراث
إلا من قرب(١) |
ب ـ إنهم استخدموا لجان الوضع في افتعال الأخبار على لسان الرسول الأعظم (ص) من أن بني أمية هم سادة الخلق ، وأقرب الناس منزلة عند الله ، وقد بذل الأمويون الأموال الطائلة للوضاع تدعيما لملكهم وسلطانهم.
ج ـ إنهم استخدموا الشعراء في مدحهم والثناء عليهم ، وقد أجزلوا لهم العطاء ، ووهبوهم الثراء العريض لأن الشعر في ذلك العصر كان
__________________
(١) مروج الذهب ٢ / ٧٣.