فصاح به ابن الزبير :
« إن وراكبها ... »
وخرج الأسدي وهو يقول :
أرى الحاجات عند
أبي خبيب |
|
نكدن ولا أمية
في البلاد(١) |
من الأعياص (٢) أو من آل حرب |
|
أغر كغرة الفرس
الجواد |
وقلت لصحبتي
أدنوا ركابي |
|
أفارق بطن مكة
في سواد |
ومالي حين أقطع
ذات عرق (٣) |
|
إلى ابن
الكاهلية (٤) من معاد(٥) |
وعاب عليه مولاه أبو حرة شحه قال :
إن الموالي أمست
وهي عاتبة |
|
على الخليفة
تشكو الجوع والحربا |
ما ذا علينا وما
ذا كان يرزؤنا |
|
أي الملوك على
ما حولنا غلبا |
وكان ابن الزبير يقول : إنما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك من الدنيا؟ وأنا العائذ بالبيت ، والمستجير بالرب (٦) وقد أثارت عليه هذه الكلمة السخرية من جميع الأوساط ، وقد تهكم به الضحاك بن فيروز الديلمي قال :
تخبرنا أن سوف
تكفيك قبضة |
|
وبطنك شبر أو
أقل من الشبر |
وأنت إذا ما نلت
شيئا قضمته |
|
كما قضمت نار
الغضا حطب السدر |
__________________
(١) أبو خبيب : كنية عبد الله بن الزبير.
(٢) الاعياص : أولاد أمية بن عبد شمس.
(٣) ذات عرق : أحد مواقيت الحج وهو ميقات أهل العراق.
(٤) ابن الكاهلية : هو ابن الزبير ، وقد عيره الشاعر بذلك.
(٥) تأريخ الخلفاء للسيوطي ( ص ٢١٣ ).
(٦) الأغاني ١ / ٢٢.