وقد صور الشاعر الأسدي سوء حياته الاقتصادية بقصيدة يمدح فيها بعض نبلاء الكوفة ويطلب منه أن يمنحه بمعروفه وبره يقول :
يا أبا طلحة
الجواد أغثني |
|
بسجال من سيبك
المقسوم |
أحيي نفسي ـ فدتك
نفسي ـ فاني |
|
مفلس ـ قد علمت
ذاك ـ عديم |
أو تطوع لنا
بسلت دقيق |
|
أجره ـ إن فعلت
ذاك ـ عظيم |
قد علمتم ـ فلا
تعامس عني ـ |
|
ما قضى الله في
طعام اليتيم |
ليس لي غير جرة
واصيص |
|
وكتاب ومنمنم
كالوشوم |
وكساء أبيعه
برغيف |
|
قد رقعنا خروقه
باديم |
واكاف أعارنيه
نشيط |
|
هو لحاف لكل ضيف
كريم(١) |
وأنت ترى أن هذا الشاعر قد استعطف هذا الكريم ، وطلب منه أن يسعفه بالطعام فيحي نفسه التي أماتها الجوع : وذكر ما يملكه من أثاث بسيط كان به في منتهى الفقر والبؤس.
وكان عامة الناس على هذا الغرار يعيشون حياة بائسة قد نهشهم الجوع والبؤس فقد تحول اقتصاد الأمة إلى جيوب الأمويين ومن سار في ركابهم من دون أن ينفق أي شيء منه على تطور الحياة العامة وازدهارها وتقدمها.
لقد جهد ولاة الأمويين وعمالهم في ابتزاز أموال الأمة ، وتجريدها من جميع مقوماتها الاقتصادية.
يقول النمري مخاطبا عبد الملك بن مروان بقصيدة يشكو فيها
__________________
(١) حياة الحيوان للجاحظ ٥ / ٢٩٧ ـ ٢٩٨.