بمدى اتصالهم بأهل البيت (ع) فقد روى عبد الرحمن بن الحجاج قال : كنا في مجلس أبان بن تغلب فجاء شاب فقال له :
« يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي (ص)؟ .. ».
وأدرك أبان مراده فانبرى قائلا :
« كأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب رسول الله (ص)؟ »
« هو ذلك .. »
فأجابه أبان جواب العارف بحق الامام أمير المؤمنين (ع) قائلا :
« والله ما عرفنا فضلهم ـ أي الصحابة ـ إلا باتباعهم إياه » (١).
ومر أبان على قوم فأخذوا يعيبون عليه لأنه روى عن الامام جعفر (ع) فسخر منهم قائلا : كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال : قال رسول الله (ص).
وكان أبان على جانب كبير من التقوى والحريجة في الدين ، قال العجلي : إنه ثقة (٢) ووثقه أحمد بن حنبل ، وابن معين وأبو حاتم ، ومما يدلل على عظيم وثاقته إشادة الأئمة (ع) به ، فقد روى سليم بن أبي حبة قال : كنت عند أبي عبد الله (ع) فلما أردت أن أفارقه ودعته ، وقلت له : أحب أن تزودني ، فقال أنت أبان بن تغلب فانه قد سمع مني
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١ / ٢١ ـ ٢٢ ، تنقيح المقال ١ / ٤.
(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٩٣.