الأصفياء وخيار المسلمين ، وفي طليعة المنقطعين لأهل البيت (ع) وهو آخر من بقي من صحابة النبي (ص) وقد روى عنه أبو الزبير المكي قال : سألت جابر بن عبد الله فقلت له : أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال : فرفع حاجبيه عن عينيه ـ وقد كانا سقطا على عينيه ـ فقال : ذلك خير البشر أما والله إن كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله ببغضهم إياه (١).
وبلغ من عظيم ولائه للامام أمير المؤمنين (ع) إنه كان يتوكا على عصاه ويدور في سكك المدينة ومجالسها وهو يقول : علي خير البشر فمن أبى فقد كفر .. يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي (٢).
ومما يدل على عظيم ولائه لأهل البيت (ع) ما رواه الامام الصادق (ع) عن آبائه ، قال : لما نزلت هذه الآية ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) قام رسول الله (ص) فقال : أيها الناس قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد منهم فانصرف ، فلما كان من الغد قام فقال : مثل ذلك ، فلم يجبه أحد ، فلما كان اليوم الثالث تلكم بمثل ذلك ، ثم قال : أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ، ولا مشرب ، قالوا : فالقه إذن قال : إن الله تبارك أنزل قوله : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فقالوا : أما هذه فنعم قال أبو عبد الله (ع) ، فو الله ما وفى بها إلا سبعة نفر سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود وجابر بن عبد الله الانصاري ، ومولى لرسول
__________________
(١) تنقيح المقال ١ / ١٩٩.
(٢) معجم رجال الحديث ٤ / ١٥.