ولكن الحجاج قد تعرض إلى شيعة العلويين فانطلقت يده في الفتك بهم وسفك دمائهم حتى ان الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال له من شيعة علي (١) ويقول المؤرخون إن خير وسيلة للتقرب إلى الحجاج هي انتقاص الامام أمير المؤمنين (ع) فقد أقبل إليه بعض المرتزقة من أوغاد الناس وأجلافهم وهو رافع عقيرته قائلا :
« أيها الامير ، ان أهلي عقوني فسموني عليا ، وإني فقير بائس ، وأنا إلى صلة الامير محتاج ... ».
فسر الحجاج بذلك وقال : « للطف ما توسلت به ، فقد وليتك موضع كذا » (٢).
وعلى أي حال فقد ذهبت الشيعة في عهد هذا الجلاد طعمة للسيوف والرماح ، فقد نكل بهم وقتلهم تحت كل حجر ومدر وأودع الكثيرين منهم في ظلمات السجون ... لقد أثار الحجاج في صفوف الشيعة جوا من الارهاب ، لم تشهد له الشيعة مثيلا حتى في أيام الطاغية زياد ، وابنه عبيد الله.
وامتحنت الكوفة في أيام هذا الجبار كأشد ما تكون المحنة ، فقد أخذ يقتل على الظنة والتهمة ، ويأخذ البريء بالسقيم ، والمقبل بالمدبر وقد خطب في الكوفة خطابا قاسيا ، لم يحمد الله ، ولم يثن عليه ، ولم
__________________
(١) شرح النهج
(٢) حياة الامام الحسن بن علي ٢ / ٣٣٦.