يصل على النبي (ص) وكان من جملة ما قاله فيه :
« يا أهل العراق ، يا أهل الشقاق ، والنفاق ، والمراق ، ومساوئ الاخلاق ان أمير المؤمنين ـ يعني عبد الملك ـ فتل كنانته فعجمها عودا عودا ، فوجدني من أمرها عودا ، وأصعبها كسرا ، فرماكم بي ، وأنه قلدني عليكم سوطا وسيفا ، فسقط السوط وبقى السيف (١) ثم قال : اني والله لارى أبصارا طامحة ، وأعناقا متطاولة ، ورءوسا قد أينعت ، وحان قطافها ، وإني أنا صاحبها كأني أنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى (٢) ثم أنشد :
أنا ابن جلا
وطلاع الثنايا |
|
متى أضع العمامة
تعرفوني |
ومضى الجلاد فشهر السيف وأطاح بالرؤوس ، ونشر من الرعب والارهاب ما لا يوصف حتى قال له أبو وائل الاسدي : « وأيم الله ما أعلم الناس هابوا أميرا قط هيبتهم إياك » (٣) وبلغ من عظيم خوف الناس انه لم يبق أحد في مجلسه إلا اهمته نفسه ، وارتعدت فرائصه كما يقول بعضهم (٤).
لقد امتحن العراقيون امتحانا عسيرا في زمن الحجاج ، فقد صب عليهم وابلا من العذاب الاليم.
__________________
(١) تأريخ اليعقوبي ٣ / ٦٨.
(٢) مروج الذهب ٣ / ٦٨.
(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ٦٦.
(٤) طبقات ابن سعد ٦ / ٦٦.