ليلين هذا الغلام ، فيظهر العدل ، إلا أنه قدح في ولايته من جهة وجود من هو أولى منه بالحكم (١).
ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كرم الامام أبا جعفر (ع) وعظمه وقد أرسل خلفه فنون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وكان من عباد أهل الكوفة ، فاستجاب له الامام (ع) وسافر إلى دمشق ، فاستقبله عمر استقبالا رائعا ، واحتفى به ، وجرت بينهما أحاديث ، وبقي الامام أياما في ضيافته ولما أراد الامام الانصراف إلى يثرب خف إلى توديعه فجاء إلى البلاط الأموي وعرف الحاجب بأمره فأخبر عمر بذلك ، فخرج رسوله فنادى أين أبو جعفر ليدخل فاشفق الامام أن يدخل خشية أن لا يكون هو ، فقفل الحاجب إلى عمر وأخبره بعدم حضور الامام ، فقال له : كيف قلت؟ قال : قلت : أين أبو جعفر؟ فقال له : اخرج وقل أين محمد بن علي؟ ففعل ذلك ، فقام الامام ، ودخل عليه وحدثه ثم قال له : إني أريد الوداع ، فقال له عمر : أوصني.
قال (ع) : « أوصيك بتقوى الله ، وأن نتخذ الكبير أبا ، والصغير ولدا والرجل أخا ... ».
وبهر عمر من وصية الامام وراح يقول باعجاب :
« جمعت والله لنا ، ما ان أخذنا به ، وأعاننا الله عليه استقام لنا الخير ان شاء الله ... ».
__________________
(١) سفينة البحار ٢ / ١٢٧ ، الخرائج والجرائح مخطوط.