ووفد الحسن البصري إلى يثرب فتشرف بمقابلة الامام أبي جعفر (ع) فقال للامام :
ـ جئت لأسألك عن أشياء من كتاب الله؟
ـ ألست فقيه أهل البصرة؟
ـ قد يقال ذلك.
ـ هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟
ـ لا
ـ فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟
ـ نعم
ـ لقد تقلدت عظيما من الأمر ، بلغني عنك أمر فما أدري أكذلك أنت أم يكذب عليك؟
ـ ما هو؟
ـ زعموا أنك تقول : إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم.
وأطرق الحسن البصري برأسه إلى الأرض وحار في الجواب ، فبادره الامام قائلا :
ـ أرأيت من قال له الله في كتابه : إنك آمن هل عليه خوف بعد القول منه؟
ـ لا
ـ إني أعرض عليك آية ، وأنهي إليك خطابا ، ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه ، فان كنت فعلت ذلك فقد هلكت ، وأهلكت.