ـ ما هو؟
ـ أرأيت حيث يقول الله : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ ، سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) (١) بلغني أنك أفتيت الناس فقلت : هي مكة.
قال الحسن البصري : بلى.
وأخذ الامام يستدل على ما ذهب إليه في تفسير الآية حتى بهت الحسن البصري وحار في الجواب ، ثم نهاه عن القول بالتفويض وبين فساده (٢).
ودخل عثمان الأعمى على الامام أبي جعفر (ع) فعرض عليه رأيا للحسن البصري زعم فيه أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم النار فأنكر عليه الامام (ع) وقال : فهلك إذن مؤمن آل فرعون ، والله مدحه بذلك ، وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله عز وجل نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا ، فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا ـ وأومأ إلى صدره الشريف ـ (٣).
وعمرو بن عبيد هو شيخ المعتزلة وزعيمها الروحي الكبير الذي حظي
__________________
(١) سورة سبأ : آية ١٩
(٢) الاحتجاج ٢ / ٦٢ ـ ٦٣
(٣) التفسير والمفسرون ٢ / ٣٣ ، احتجاج الطبرسي ٢ / ٦