المبحث الثاني
والمراد من محركية القطع : أن القطع يساهم في تحرّك وانبعاث القاطع نحو مقطوعه أي نحو الشيء الذي قطع به. وقلنا إنه يساهم في التحريك والبعث لأنه ليس السبب الوحيد في التحريك والبعث بل هناك سبب آخر إذا انضمّ إلى القطع يتولّد عن مجموعهما التحرّك والانبعاث ، وهذا السبب الآخر هو الغرض والحاجة فمثلا إذا قطع العطشان بوجود الماء في مكان معين فإنّه يتحرّك لتحصيل الماء ، والذي حرّكه نحو تحصيل الماء من المكان المعيّن أمران ، الأول : القطع بوجوده في ذلك المكان ، والثاني : تعلّق غرضه بتحصيله وهو الارتواء ، فلو فقد الغرض مثلا فلا يكون القطع محرّكا ، فغير العطشان لو قطع بوجود الماء في مكان معيّن فلا يكون ذلك القطع محرّكا له إذ ليس عنده داع وغرض لتحصيل الماء ، وكذلك لو كان عطشانا والماء موجود بالقرب منه ولكنه لا يعلم به فإنّ تعلّق إرادته بتحصيل الماء لا تحرّكه نحو ذلك المكان فلذلك قالوا : « إنّ الإنسان قد يموت عطشا والماء في رحله ».
ما المراد من أنّ المحركيّة أثر تكويني للقطع؟
المراد هو : أنّ المحركيّة لازم ذاتي للقطع والمقصود من اللازم الذاتي هو المحمول الخارج عن الذات اللازم لها بحيث يستحيل انفكاكه عن الذات ، واللازم الذاتي غير الذاتي في باب الكليّات الذي تقدم بيانه حيث إنّ المراد