وفي صبيحة اليوم العاشر من المحرم ، زحف القوم لقتال ابن بنت الرسول صلىاللهعليهوآله ، فبالغ في الإعذار لهم والإنذار من غضب الجبار والنصيحة والموعظة ، فكان الجواب هو أن سدّد عمر بن سعد بسهم نحو عسكر الحسين عليهالسلام وقال : اشهدوا لي عند الأمير أني أول من رمى ! ثمّ رمى الناس ، فلم يبقَ من أصحاب الحسين عليهالسلام أحد إلّا أصابه من سهامهم ، فأذن الإمام عليهالسلام لأصحابه وأهل بيته بالقتال ، فتقدّموا إلى الشهادة ، وتسابقوا إلى نيل الرضوان ، وخاضوا حرباً تطايرت فيها الأيدي وقُطِّعت فيها الرؤوس ، فسجّلوا ملحمة البطولة والفداء بدمائهم الزكية.
ومضى عليهالسلام من أجل الإصلاح مضرّجاً بدم الشهادة ، شاهدا على أهل زمانه ، شهيداً من أجل رسالة الإسلام ومبادئه الحقة.
قال خالد بن معدان (١) في رثائه عليهالسلام :
جاءوا برأسكَ ياابن بنتِ محمّدٍ |
|
مُترمّلاً بدمائه تَرْميلا |
وكأنّما بكَ يا ابن بنت محمّدٍ |
|
قَتَلوا جِهاراً عامدينَ رسولا |
قَتَلُوك عَطشاناً ولم يترقّبوا |
|
في قتلك التنزيلَ والتأويلا |
ويُكبّرونَ بأنْ قُتِلت وإنّما |
|
قَتَلوا بكَ التكبِيرَ والتَّهليلا (٢) |
______________
(١) من فضلاء التابعين المختصين بأمير المؤمنين عليهالسلام ومن أهل الصلاح والدين والبأس والنجدة ، توفّي في حدود سنة ١٠٣ ه. أعيان الشيعة ٦ : ٢٩٦.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١١٧ ، الملهوف : ٢١١ ، بحار الأنوار ٤٥ : ١٢٩ و ٢٤٤ ، أعيان الشيعة ٦ : ٢٩٦ ، أدب الطف ١ : ٢٨٨.