وروى أبو مخنف عن عقبة بن أبي العيزار : « أن الحسين عليهالسلام خطب أصحابه وأصحاب الحر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرم الله ، ناكثاً لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله ، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ، وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ من غير... » (١).
وقال عليهالسلام : « ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا ظالماً ولا مفسداً ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدي ، اُريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين » (٢).
وخرج الحسين عليهالسلام مصمّماً على تحقيق أهداف نهضته حتّى ولو أدّى إلى أن يُضرّج بدمه على رمال الطفّ ، وكان عليهالسلام يقول : « إني لا أرى الموت إلّا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلّا برماً » (٣).
______________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤٠٣ ، الكامل في التاريخ ٤ : ٤٨.
(٢) الفتوح لابن أعثم ٥ : ٢٣ ، المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٨٩.
(٣) حلية الأولياء ٢ : ٣٩ ، الملهوف : ١٣٨ ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٩٢ و ٣٨١.