على ساحة التفسير وقدسه ، ولا تمثل التفسير الذي يريده الله ورسوله صلىاللهعليهوآله ، ومن يدقق في أسبابها يجدها تتعلق بالهوى والرأي والزعم الذي لا يغني عن الحق شيئاً ، أو بسبب الاعتماد على أسباب النزول والأخبار غير الموثقة ، أو الإسرائيليات في بعض جوانبها ، وقد استطاع آل البيت عليهمالسلام أن يشيروا إليها ويضعوها على سكة التفسير الصحيح ، ومن الأمثلة على ذلك :
١ ـ عن محمد بن عطية ، قال : « جاء رجل إلى أبي جعفر عليهالسلام من أهل الشام من علمائهم ، فقال له : يا أبا جعفر ، قول الله تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) (١) ؟ فقال له أبو جعفر عليهالسلام : فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقاً ملتزقتين ملتصقتين ففتقت إحداهما من الاُخرى ؟ فقال : نعم ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : استغفر ربك ، فإنّ قول الله عزّوجلّ : ( كَانَتَا رَتْقًا ) يقول : كانت السماء رتقاً لا تُنزِل المطر ، وكانت الأرض رتقاً لا تُنبِت الحبّ ، فلمّا خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبثّ فيها من كلّ دابة ، فتق السماء بالمطر ، والأرض بنبات الحبّ ، فقال الشامي : أشهد أنك من ولد الأنبياء ، وأنّ علمك علمهم » (٢).
٢ ـ وروى علي بن إبراهيم بالإسناد عن حماد ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ؟ قلتُ :
______________
(١) سورة الأنبياء : ٢١ / ٣٠.
(٢) الكافي ٨ : ٩٥ / ٦٧.