الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) (١). فقال عليهالسلام : يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ؟! » (٢).
وعن أحمد بن إسحاق ، قال : «كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام أسأله عن الرؤية وما اختلف فيه الناس ؟ فكتب : لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر ، فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية ، وكان في ذلك الاشتباه ، لأن الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه ، وكان في ذلك التشبيه ، لأن الأسباب لابد من اتصالها بالمسببات » (٣).
وعن يعقوب بن إسحاق ، قال : « كتبت إلى أبي محمد عليهالسلام أسأله : كيف يعبد العبد ربّه وهو لا يراه ؟ فوقّع عليهالسلام : يا أبا يوسف ، جل سيدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يُرى.
قال : وسألته : هل رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ربه ؟ فوقّع عليهالسلام : إنّ الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ » (٤).
______________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١٠٣.
(٢) الكافي ١ : ٩٩ / ١١.
(٣) التوحيد : ١٠٩ / ٧ ، أصول الكافي ١ : ٩٧ / ٤.
(٤) اُصول الكافي ١ : ٩٥ / ١ ، التوحيد : ١٠٨ / ٢.