الحوار ، واطلاعهم على مساحات واسعة من اضاءات الفكر الإسلامي.
فقد جاء في سيرة الإمام الرضا عليهالسلام أنه دخل رجل من الزنادقة عليه وعنده جماعة ، فقال له أبو الحسن عليهالسلام : « أرأيت إن كان القول قولكم ، وليس هو كما تقولون ، ألسنا واياكم شرع سواء ، ولا يضرّنا ما صلينا وزكينا وأقررنا ؟ فسكت ، فقال أبو الحسن عليهالسلام : وإن يكن القول قولنا ، وهو قولنا ، وكما نقول ، ألستم قد هلكتم ونجونا ؟
قال : رحمك الله فأوجدني كيف هو ؟ وأين هو ؟ قال عليهالسلام : ويلك ، إن الذي ذهبت إليه غلط ، وهو أيّن الأين ولا أين ، وكيّف الكيف وكان ولا كيف ، فلا يعرف بكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يدرك بحاسة ولا يُقاس بشيء.
قال الرجل : فإذن انه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواس !
فقال أبو الحسن عليهالسلام : ويلك إذا عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ، ونحن إذا عجزت حواسنا عن ادراكه أيقنّا انه ربنا ، وأنه شيء بخلاف الأشياء.
قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟! قال أبو الحسن عليهالسلام : أخبرني متى لم يكن ، فأخبرك متى كان ؟!.
قال الرجل : فما الدليل عليه ؟ قال أبو
الحسن عليهالسلام
: اني
لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه وجرّ المنفعة اليه ، علمت أن لهذا البنيان بانياً ، فأقررت به ، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب ، وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس