فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ) ».
وفي الغيبة (١) عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : « المهديّ أقبل ، جعدٌ ، بخدّه خال ، يكون مبدؤه من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني .. بالشام فينقاد له أهل الشام إلّا طوائف من المقيمين على الحقّ يعصمهم اللّه من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار حتّى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف اللّه به وذلك قول اللّه عزّوجلّ .. ».
وفي كتاب سليم (٢) في حديث طويل لأمير المؤمنين عليهالسلام في كتابه إلى معاوية يقول فيها : «وأنّ رجلاً من ولدك ، مشوم ملعون ، جلف جاف ، منكوس القلب ، فظ غليظ ، قد نزع اللّه من قلبه الرأفة والرحمة .. فيبعث جيشاً إلى المدينة .. ويهرب منهم رجلٌ زكيّ نقيّ ، الَّذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وإنّي لأعرف إسمه وابن كم هو يومئذ وعلامته وهو من ولد ابني الحسين .. وهو الثائر بدم أبيه فيهرب إلى مكّة .. ثمّ يسير ذلك الجيش إلى مكّة .. فإذا دخلوا البيداء واستوت بهم الأرض خسف اللّه بهم ، قال اللّه عزّوجلّ : (وَلَو تَرَى إِذ فَزِعُوا فَلاَ فَوتَ وَأُخِذُوا مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ) من تحت أقدامهم فلا يبقى من ذلك الجيش أحدٌ غير رجل واحد يقلب اللّه وجهه من قبل قفاه .. ويبعث اللّه للمهديّ أقواماً يُجمعون من الأرض قزعاً كقزع الخريف .. فيدخل المهديّ الكعبة ويبكي ويتضرّع».
وعن عليّ عليهالسلام في حديث يصف فيه جيش السفياني وأعمالهم الشنيعة بالشام والمدينة قال فيه : «فعند ذلك يشتدّ غضب اللّه عليهم فيخسف بهم الأرض وذلك قوله : (وَلَو تَرَى) أي من تحت أقدامهم» (٣).
وفي خبر آخر : «أنّهم يخرجون المدينة حتى لا يبقى رائح ولا سارح».
_________________
١ ـ الغيبة للنعماني : ص ٣٠٤ باب : (١٨) ح ١٤.
٢ ـ كتاب سليم : ص ١٩٧.
٣ ـ البدء والتاريخ : ٢ / ١٧٧.