مستحقا للعقاب ، لكن هو على ترك الواجب الذي هو قضاء اليوم.
وهل يستحق العقاب على نفس التأخير؟ محل تأمل وإشكال. ويمكن القول بالاستحقاق ، فان متعلق الأمر وإن كان هو ذات الطبيعة إلاّ أنه لمّا تعلق بها البعث الفعلي كان البعث مقتضيا للانبعاث ، فلو لم ينبعث فعلا وأدّاه فيما بعد كان عاصيا ، لأن عدم انبعاثه مع فعلية البعث لا يكون إلاّ عصيانا.
ويمكن المنع عن ذلك من جهة أن العصيان المدعى إنما هو عصيان الأمر بالطبيعة ، وهذا إنما يتم لو استمر على الترك إلى أن مات ، أما لو اتفق أنه فعله بعد ذلك انكشف انه لم يكن في ذلك الترك عاصيا للأمر بالطبيعة.
ولعل هذه المضايقات إنما جاءت من النظر إلى البعث والتحريك ، أما لو نظرنا إلى الواقع فليس في البين إلاّ مجرد الوجوب الذي هو من سنخ الحكم الوضعي ، فلا بعث إلاّ في مقام الاثبات ، وهو ليس من الأحكام الشرعية كي يقال كيف تأخر الانبعاث عن البعث.