روى عمرو بن شمر (١) عن جابر الجعفي (٢) عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه وعلى آبائه السلام.
قال إن عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة وأجمع على الشورى بعث إلى ستة نفر من قريش إلى علي بن أبي طالب وإلى عثمان بن عفان وإلى الزبير بن العوام وإلى طلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأمرهم أن يدخلوا إلى البيت ولا يخرجوا منه حتى يبايعوا لأحدهم ، فإن اجتمع أربعة على واحد وأبى واحد أن يبايعهم قتل وإن امتنع اثنان وبايع ثلاثة قتلا فأجمع رأيهم على عثمان.
فلما رأى أمير المؤمنين عليهالسلام ما هم القوم به من البيعة لعثمان قام فيهم ليتخذ عليهم الحجة فقال عليهالسلام لهم :
__________________
فانشدكم الله هل فيكم أحد وقى رسول الله من المشركين بنفسه واضطجع في مضجعه غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فانشدكم الله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود العامري حيث دعاكم إلى البراز غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فانشدكم بالله هل فيكم أحد نزل الله فيه آية التطهير حيث قال : ( إِنَّما يُرِيدُ .. الخ ) غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فانشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله أنت سيد العرب غيري؟ قالوا : اللهم لا. قال : فانشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما سألت الله شيئا إلا سألت لك غيري؟ قالوا : اللهم لا.
وارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا (عليهالسلام) يقول : بايع الناس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر وأحق به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ويضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع أبو بكر لعمر وأنا والله أحق بالأمر منه فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ثم أنتم تريدون أن تبايعوا لعثمان إلخ.
(١) عمرو بن شمر : قال العلامة الحلي في خلاصته عمرو بن شمر ـ بالشين المعجمة والراء أخيرا ـ أبو عبد الله الجعفي كوفي ـ روى عن أبي عبد الله (عليهالسلام) وعن جابر وهو ضعيف جدا ، زيد أحاديث في كتب جابر بن يزيد الجعفي ، ينسب إليه بعضها ، فالأمر ملتبس ، فلا أعتمد على شيء مما يرويه وكذا النجاشي ضعفه وعده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهماالسلام) وقال في الفهرس : له كتاب.
(٢) في خلاصة العلامة : جابر بن يزيد ، روى الكشي فيه مدحا وبعض الذم والطريقان ضعيفان ذكرناهما في الكتاب الكبير.
وقال السيد علي بن أحمد العقيقي العلوي : روى عن أبي عمار بن أبان عن الحسين بن أبي العلا : أن الصادق (عليهالسلام) ترحم عليه وقال : إنه كان يصدق علينا وقال ابن عقدة روى أحمد بن محمد بن البراء الصائغ عن أحمد بن الفضل بن حنان بن سدير عن زياد بن أبي الجلال ، أن الصادق (عليهالسلام) ترحم على جابر وقال : إنه كان يصدق علينا ، ولعن المغيرة وقال : إنه كان يكذب علينا. وقال ابن الغضائري ، إن جابر بن يزيد الجعفي ـ الكوفي ثقة في نفسه ، ولكن جل من روى عنه ضعيف ، فممن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ومفضل بن صالح والسكوني ومنخل بن جميل الأسدي. وأرى الترك لما روى هؤلاء عنه والوقف في الباقي إلا ما خرج شاهدا.
وقال النجاشي : جابر بن يزيد الجعفي لقي أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهالسلام) ومات في أيامه سنة ثمان وعشرين ومائة ، وروى عنه جماعة غمز فيهم وضعفوا ، منهم عمرو بن شمر ، ومفضل بن صالح ، ومنخل بن جميل ، ويوسف بن يعقوب ، وكان نفسه مختلطا وكان شيخنا محمد بن محمد بن النعمان ينشدنا أشعارا كثيرة في معناه تدل على الاختلاط ليس هذا موضعا لذكرها والأقوى عندي التوقف فيما يرويه هؤلاء كما قاله الشيخ الغضائري (ره).
وفي أصحاب الإمام الباقر (عليهالسلام) من رجال الشيخ الطوسي (ره) جابر بن يزيد بن الحرث بن عبد يغوث الجعفي توفي سنة ثمان وعشرين ومائة على ما ذكر ابن حنبل ، وقال ابن معين : مات سنة اثنين وثلاثين ومائة ، وقال القتيبي هو من الأزد ـ.
وفي أصحاب الإمام الصادق (عليهالسلام) جابر بن يزيد أبو عبد الله الجعفي تابعي اسند عنه روى عنهما (عليهماالسلام).