الصَّادِقِينَ ) (١) فقال سلمان يا رسول الله عامة هذه الآية أم خاصة؟ فقال أما المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك وأما الصادقون خاصة [ فخاصة ] لأخي علي وأوصيائي بعده إلى يوم القيامة؟ فقالوا اللهم نعم.
قال أنشدكم بالله أتعلمون أني قلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله في غزاة تبوك لم تخلفني فقال إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ قالوا اللهم نعم.
قال أنشدكم بالله أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (٢) إلى آخر السورة فقام سلمان فقال يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم ولم يجعل عليهم ( فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ )؟ قال عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة فقال سلمان بينهم لنا يا رسول الله فقال أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي قالوا اللهم نعم.
قال أنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قام خطيبا ولم يخطب بعد ذلك فقال : يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين (٣) كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لا تضلوا فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب فقال يا رسول الله أكل أهل بيتك؟ قال لا ولكن أوصيائي منهم أولهم أخي ووزيري وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي هو أولهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء لله في أرضه وحججه على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته من أطاعهم ( فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) ومن عصاهم فقد عصى الله ـ فقالوا كلهم نشهد أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال ذلك.
__________________
(١) التوبة : ١١٩.
(٢) الحج : ٧٧.
(٣) قال السيد شرف الدين : في المراجعة « ٨ » ص ٥١ :
والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة وقد صدع بها رسول الله « صلىاللهعليهوآله » في مواقف له شتى : تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ومرة على منبره في المدينة ، واخرى في حجرته المباركة في مرضه ، والحجرة غاصة بأصحابه إذ قال : « أيها الناس يوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله عز وجل ، وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض » الحديث وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور ، حتى قال ابن حجر ـ إذ أورد ـ حديث الثقلين ـ : « ثم اعلم أن لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا » « قال » ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك : بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى إنه قاله بالمدينة في مرضه ، وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى إنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى إنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر » « قال » « ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة » إلى آخر كلامه انتهى ما أردنا نقله من كتاب المراجعات وتجد ما نقله السيد « قدسسره » من كلام ابن حجر في ص ٧٥ و ٨٩ من صواعقه.