معدنه فما أبعد قولك من فعلك وقريب ما أشبهت من أعمام وأخوال حملتهم الشقاوة وتمني الباطل على الجحود بمحمد صلىاللهعليهوآله فصرعوا بمصارعهم حيث علمت لم يدفعوا عظيما ولم يمنعوا حريما بوقع سيوف ما خلا منها الوغا فلم يماشها الهوينا (١) وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه الناس (٢) ثم حاكم القوم إلي أحملك وإياهم على كتاب الله.
وأما تلك التي تريد (٣) فإنها خدعة الصبي عن اللبن في أول الفصال والسلام لأهله.
وكتب عليهالسلام إلى معاوية في كتاب آخر (٤) فسبحان الله ما أشد لزومك للأهواء المبتدعة والحيرة المتبعة (٥) مع تضييع الحقائق واطراح الوثائق التي هي لله طلبة وعلى عباده حجة فأما إكثارك الحجاج في عثمان وقتلته فإنك إنما نصرت عثمان حيث كان النصر لك وخذلته حيث كان النصر له والسلام.
وروى أبو عبيدة (٦) قال كتب معاوية إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أن لي فضائل كثيرة كان أبي سيدا في الجاهلية وصرت ملكا في الإسلام وأنا صهر رسول الله صلىاللهعليهوآله وخال المؤمنين وكاتب الوحي.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام أبالفضائل يبغي علي ابن آكلة الأكباد (٧)؟ ـ اكتب إليه يا غلام :
محمد النبي أخي وصنوي |
|
وحمزة سيد الشهداء عمي |
وجعفر الذي يمسي ويضحي |
|
يطير مع الملائكة ابن أمي |
وبنت محمد سكني وعرسي |
|
مسوط لحمها بدمي ولحمي |
وسبطا أحمد ولداي منها |
|
فأيكم له سهم كسهمي |
سبقتكم إلى الإسلام طرا |
|
غلاما ما بلغت أوان حلمي |
وصليت الصلاة وكنت طفلا |
|
مقرا بالنبي في بطن أمي |
وأوجب لي ولايته عليكم |
|
رسول الله يوم غدير خم |
__________________
(١) الوغى : الحرب. أي إن تلك السيوف باقية لم تخل منها الحروب ولم ترافقها المساهلة.
(٢) أي : البيعة له (عليهالسلام).
(٣) أي : الذي تريده من إبقائك واليا في الشام.
(٤) تجد هذا الكتاب في ج ٣ من نهج البلاغة ص ٦٩.
(٥) وفي نسخة : « والحيرة المتبعة ».
(٦) أبو عبيدة معمر ـ كجعفر ـ البصري النحري اللغوي كان متبحرا في علم اللغة وأيام العرب وأخبارها ويحكى أنه كان يقول ما التقى فرسان في جاهلية وإسلام إلا عرفتهما وعرفت فارسهما ، وهو أول من صنف غريب الحديث.
وفي مروج الذهب وفي سنة ٢١١ مات أبو عبيدة العمري معمر بن المثنى كان يرى رأي الخوارج ، وبلغ نحوا من مائة سنة ولم يحضر جنازته أحد من الناس بالمصلى حتى اكتري لها من يحملها ، وله مصنفات حسان في أيام العرب وغيرها منها كتاب المثالب إلخ عن الكنى والألقاب ج ١ ص ١٤.
(٧) آكلة الأكباد هند أم معاوية وهي التي أخرجت كبد حمزة وجعلت تلوكها كما مر ص ١٩٤.