الطيالسي (١) قال حدثنا سيف بن عميرة (٢) وصالح بن عقبة (٣) جميعا عن قيس بن سمعان (٤) عن علقمة بن محمد الحضرمي (٥) عن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام أنه قال : حج رسول الله صلىاللهعليهوآله من المدينة وقد بلغ جميع الشرائع قومه غير الحج والولاية فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال له يا محمد إن الله جل اسمه يقرؤك السلام ويقول لك إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسلي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي وقد بقي عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما قومك فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك فإني لم أخل أرضي من حجة ولن أخليها أبدا فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج وتحج ويحج معك ( مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) من أهل الحضر والأطراف والأعراب وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع فنادى منادي رسول الله صلىاللهعليهوآله في الناس ألا إن رسول الله يريد الحج وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم ويوقفكم من ذاك على ما أوقفكم عليه من غيره فخرج صلىاللهعليهوآله وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري وكذلك أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله البيعة لعلي بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة (٦) فلما وقف بالموقف أتاه جبرئيل عليهالسلام عن الله عز وجل فقال يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص فاعهد عهدك وقدم وصيتك ـ واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء فسلمه إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب عليهالسلام فأقمه للناس علما وجدد عهده وميثاقه وبيعته وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب عليهالسلام فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وحجتي وإتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته وذلك أني لا أترك أرضي بغير
__________________
(١) أو عبد الله محمد بن خالد الطيالسي التميمي كان يسكن بالكوفة في صحراء جرم ، له كتاب نوادر ، مات ليلة الأربعاء ٢٧ جمادي الثانية سنة ٢٥٩ وهو ابن ٩٧ سنة تنقيح المقال ٣ / ١١٤.
(٢) سيف بن عميرة النخعي عربي ثقة كوفي ، روي عن أبي عبد الله وابي الحسن عليهماالسلام له كتاب يرويه جماعات من أصحابنا رجال النجاشي ص ١٤٣.
(٣) صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قيل انه روى عن أبي عبد الله عليهالسلام ، له كتاب يرويه جماعة منتهى المقال ٩ ١٦٣.
(٤) لم نقف على ترجمته.
(٥) علقمة بن محمد الحضرمي هو أخو عبد الله بن محمد الحضرمي. رجال الكشي ص ٣٥٤.
(٦) ذكر البحاثة الثبت الحجة الأميني في سفره القيم « الغدير » حديث الغدير بتفاصيله في الجزء الأول ، وعد الراوين لحديث الغدير ، فكانوا من الصحابة ١١٠ شخصا ، ومن التابعين ٨٤ شخصا ، ومن الرواة العلماء ابتداء من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر ٣٦٠ شخصا وذكر من المؤلفين في حديث الغدير خصيصا ٢٦ شخصا. انظر الجزء الأول من الكتاب ص ١٤ ـ ١٥٧.