فبعثا إلى خالد بن الوليد فأتاهما فقالا نريد أن نحملك على أمر عظيم قال احملاني على ما شئتما ولو على قتل علي بن أبي طالب ـ قالا فهو ذلك قال خالد متى أقتله؟ قال أبو بكر احضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة فإذا سلمت فقم إليه واضرب عنقه قال نعم.
فسمعت أسماء بنت عميس (١) وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها اذهبي إلى منزل علي وفاطمة عليهمالسلام وأقرئيهما السلام وقولي لعلي ( إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ) فجاءت فقال أمير المؤمنين عليهالسلام قولي لها إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون.
ثم قام وتهيأ للصلاة وحضر المسجد وصلى خلف أبي بكر وخالد بن الوليد يصلي بجنبه ومعه السيف فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وعرف شدة علي وبأسه فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس أنه قد سها.
__________________
ـ راجع الإصابة لابن حجر ج ١ ص ٤١٢ ، أسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ٩٣ ابن أبي الحديد ج ٤ من شرح النهج الاستيعاب ).
(١) أسماء بنت عميس الخثعمية : هي اخت ميمونة زوج النبي صلىاللهعليهوآله واخت لبابة زوج العباس بن عبد المطلب وأم الفضل وعبد الله.
هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب (عليهالسلام) إلى الحبشة.
ذكر ابن الأثير في ( أسد الغابة ) : « أن عمر بن الخطاب قال لها : نعم القوم لو لا أننا سبقناكم إلى الهجرة ، فذكرت ذلك للنبي (صلىاللهعليهوآله) فقال : « بل لكم هجرتان : إلى أرض الحبشة ، وإلى المدينة انتهى » وأعقبت أسماء من جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنان (عليهالسلام) ثمانية بنين وهم : عبد الله ، وعون ، ومحمد الأكبر ، ومحمد الأصغر وعبد الله الأكبر ، وعبد الله الأصغر ، وحميد. وحسين.
أما ( محمد الأكبر ) فقتل مع عمه أمير المؤمنين (عليهالسلام) بصفين.
وأما ( عون ) و ( محمد الأصغر فقتلا مع ابن عمهما الحسين عليهالسلام يوم الطف.
أما ( عبد الله الأكبر ) فهو أحد أجواد بني هاشم الأربعة وهم : « الحسن والحسين (عليهماالسلام) وعبد الله بن العباس وهو الرابع » ولم يبايع رسول الله صلىاللهعليهوآله طفلا غير هؤلاء الأربعة.
ولد بأرض الحبشة ، وله في الجود أخبار كثيرة حتى لقب بقطب السخاء ، حضر مع عمه صفين ، وعقد له يوم الجمل على عسرة آلاف ، وليس لجعفر عقب إلا منه.
فلما قتل جعفر بن أبي طالب (عليهالسلام) تزوجها أبو بكر فأولدت له محمدا حبيب علي عليهالسلام وربيب حجره وواليه على مصر ، قتله معاوية بن أبي سفيان ، وللإمام (عليهالسلام) عند قتل محمد بن أبي بكر خطبة موجودة في النهج ولما مات أبو بكر ، تزوجها أمير المؤمنين (عليهالسلام) فأولدت له « يحيى » بإجماع ، واختلف في عون بن علي بن أبي طالب فقيل إنه منها.
وروي أنها كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فأولدت له بنتا اسمها أمامة.
في كشف الغمة : « عن أسماء بنت عميس قالت : أوصتني فاطمة (عليهاالسلام) أن لا يغسلها إلا أنا وعلي فغسلتها أنا وعلي عليهالسلام راجع : الإصابة ج ٤ ص ٢٢٥ ، أسد الغابة ج ٥ ص ٣٩٥ ، أعلام النساء ج ١ ص ٤٦ ريحانة الأدب شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٤ كشف الغمة للإربلي أعيان الشيعة.