فخرّ ميتاً ، فلمّا قُتل ذو الكلاع تمحكت عكّ ، وصبروا لعضّ السيوف ، فلم يزالوا كذلك حتى أمسوا » (١).
هذه رواية الدينوري في الأخبار الطوال ، لكن نصر بن مزاحم روى مقتل ذي الكلاع قبل مقتل عبيد الله بن عمر كما ذكر له مخاتلة فاشلة ولنذكر روايته باقتضاب. قال : « إنّ زياد بن خصفة أتى عبد القيس ـ وهم من ربيعة البصرة ـ يوم صفين ، وقد عُبيّت قبائل حمير مع ذي الكلاع ـ وفيهم عبيد الله بن عمر ـ لبكر بن وائل ، فقاتلوا قتالاً شديداً خافوا فيه الهلاك فقال زياد لعبد القيس : لا بكر بعد اليوم ، إنّ ذا الكلاع وعبيد الله أبادا ربيعة ، فانهضوا لهم وإلاّ هلكوا ، فركبت عبد القيس وجاءت كأنها غمامة سوداء ، فشدّت إزاء الميسرة فعظم القتال ، فقتل ذو الكلاع الحميري قتله رجل من بكر بن وائل اسمه خندف ، وتضعضعت أركان حمير ، وثبتت بعد ذي الكلاع تحارب مع عبيد الله بن عمر وبعث عبيد الله بن عمر إلى الحسن بن عليّ فقال : إنّ لي اليك حاجة فالقني ، فلقيه الحسن فقال له عبيد الله : إنّ أباك قد وتر قريشاً أوّلاً وآخراً ، وقد شنئوه فهل لك أن تخلعه ونوليك هذا الأمر؟
قال : كلا والله لا يكون ذلك ، ثمّ قال له الحسن : لكأنّي أنظر إليك مقتولاً في يومك أو غدك ، أما إنّ الشيطان فقد زيّن لك وخدعك حتى أخرجك مخلّقاً بالخلوق تري نساء أهل الشام موقفك ، وسيصرعك الله ويبطحك لوجهك قتيلاً.
قال : فوالله ما كان إلاّ كيومه أو كالغد وكان القتال ، فخرج عبيد الله في كتيبة رقطاء ـ وهي الخضراء ـ كانوا أربعة آلاف عليهم ثياب خضر ، ونظر
____________
(١) الأخبار الطوال / ١٧٩.