لي ولك؟ ألستُ أخاك؟ قال : ما أدري ولكن سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يلعنك ليلة الجبل.
قال : انّه استغفر لي. قال عمّار : قد شهدت اللعن فلم أشهد الاستغفار » (١).
وأمّا شهادة حذيفة : فقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة أبي موسى قال : « فلمّا قتل عثمان عزله عليّ (عليه السلام) عنها ـ الكوفة ـ فلم يزل واجداً لذلك على عليّ (عليه السلام) حتى جاء منه ما قال حذيفة فيه ، فقد روى حذيفة فيه كلاماً كرهت ذكره والله يغفر له ... اهـ » (٢) ـ قال ابن أبي الحديد بعد نقل ذلك : « قلت : الكلام الّذي أشار إليه أبو عمر ابن عبد البرّ ولم يذكره قوله فيه وقد ذكر عنده بالدين : أمّا أنتم فتقولون ذلك ، وأمّا أنا فأشهد أنّه عدوّ لله ولرسوله وحربٌ لهما في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. وكان حذيفة عارفاً بالمنافقين أسرّ إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أمرهم وأعلمه أسماءهم » (٣).
وذكر الفسوي في المعرفة والتاريخ : « حدّثني ابن نمير قال حدّثني أبي عن الأعمش عن شقيق قال : كنا مع حذيفة جلوساً فدخل عبد الله (يعني ابن مسعود)
____________
(١) أنظر كنز العمال ١٦ / ٢١٩ ط حيدر آباد الثانية ، ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ٥ / ٢٣٤.
(٢) نقلاً عن شرح الصمدية ٣ / ٢٨٨ وما في الاستيعاب بهامش الإصابة ٤ / ١٧٤ ط مصفى محمّد بمصر : (فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان ثمّّ كان منه الصفين وفي التحكيم ما كان ، وكان منحرفاً عن علي رضي الله عنه لأنّه عزله ولم يستعمله ، وغلبه أهل اليمن في إرساله في التحكيم فلم يجزه ، وكان لحذيفة قبل ذلك فيه كلام رحمة الله عليهم أجمعين).
(٣) شرح النهج لابن أبي الحديد ٣ / ٢٨٨.