أرأيت كيف كان دفاع ابن كثير المستميت حفاظاً على كرامة الحكَمين (؟). وتلبيساً منه على القارئ باسم الدفاع عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
وما أدري كيف يكون دفاعه عمّا رواه ياقوت؟!
قال ياقوت في معجمه : « وقرأت في كتاب الخوارج قال : حدّثنا محمّد بن قلابة بن إسماعيل عن محمّد بن زياد قال حدّثنا محمّد بن عون قال حدّثنا عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : مررت مع أبي موسى بدومة الجندل فقال : حدّثني حبيبي أنّه حكَمَ في بني إسرائيل في هذا الموضع حَكَمان بالجور ، وأنّه يحكم في أمتي في هذا المكان حكَمان بالجور. قال : فما ذهبت إلاّ أيام حتى حكم هو وعمرو بن العاص بما حَكَما. قال : فلقيته فقلت له : يا أبا موسى قد حدّثتني عن رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم بما حدّثتني؟ فقال : والله المستعان » (١).
٦ ـ روى المدائني في كتاب صفين قال : « لمّا أجمع أهل العراق على طلب أبي موسى وأحضروه للتحكيم على كُره من عليّ (عليه السلام) أتاه عبد الله بن العباس وعنده وجوه الناس وأشرافهم. فقال له : يا أبا موسى إن الناس لم يرضوا بك ولم يجتمعوا عليك لفضل لا تشارك فيه ، وما أكثر أشباهك من المهاجرين والأنصار والمتقدمين قبلك ، ولكن أهل العراق أبوا إلاّ أن يكون الحَكَم يمانياً ، ورأوا أنّ معظم أهل الشام يمان ، وأيم الله إنّي لأظن ذلك شرّاً لك ولنا ، فإنّه قد ضُمّ اليك داهية العرب ، وليس في معاوية خلّة يستحق بها الخلافة ، فإن تقذف بحقك على باطله تدرك حاجتك منه ، وإن يطمع باطله في حقك يدرك حاجته منك. واعلم
____________
(١) معجم البلدان ٢ / ٤٨٨ ـ ٤٨٩.