سؤال ٥ : هل أنّ ابن عباس كان بالبصرة يفعل فعل الإمام؟
ولابدّ لنا قبل الإجابة معرفة شرعية لعن أولئك النفر من خلال آيات الكتاب وروايات السنّة عن أهل السنّة تجنّباً عن التهمة وسوء الظِنة.
فنقول : لقد وردت طائفة من الآيات الكريمة تناولت لعن من حارب الله ورسوله ، ومن حادّ الله ورسوله ، ومَن كتم ما أنزل الله من الحقّ والهدى وبيّنه رسوله ، ومن نقض عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ، ومن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ ورسوله ، ومن آذى الله ورسوله إلى غير ذلك ، وحسبنا الآيات التالية : قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاّعِنُونَ ) (١) ، وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (٢) ، وقوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٣) ، وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) (٤).
فإنّ هذه الآيات دلالتها واضحة في انطباقها على معاوية وأشياعه ، فهم مشمولون باللعن المذكور فيها ، والمسلمون في حلّ من لعنهم لأنهم مصاديق للموصوفين في الآيات من مستحقي اللعن.
____________
(١) البقرة / ١٥٩.
(٢) الرعد / ٢٥.
(٣) هود / ١٨.
(٤) الأحزاب / ٥٧.