وبعث إلى الخوارج يطلب قتلة ابن خباب ومن معه ، فبعثوا إليه كلنا قتلتهم ، وكلنا نستحل دماءهم ودماءكم وقد أرسل تلك المرة قنبر غلامه فعاد بجوابهم فأرسل ابن عباس إليهم.
قال حميد الدين في الحدائق الوردية : « قال : يا بن عباس انهض إلى القوم فادعهم بمثل الّذي دعاهم به قنبر ، فإنّي أرجو أن يجيبوك ، فقال ابن عباس : يا أمير المؤمنين ألقي عليَّ حلّتي أو ألبس عليَّ سلاحي فإنّي أخافهم على نفسي؟
قال : بلى فانهض اليهم في حلّتك :
فمن أيّ يوميك تفرّ |
|
أيوم لم يقدر أم يوم قُدر (١) |
« فنهض إليهم ابن عباس وقد لبس أحسن ثيابه ، وتطيّب أفضل طيبه ، وركب أحسن مراكبه. فلمّا رأوه ضجّوا في وجهه يا بن عباس أنت أفضل الناس بينا تأتينا في لباس الجبابرة ومراكبهم » (٢).
وفي رواية ابن أعثم : « أنّ الإمام (عليه السلام) قال له : تقدم فها أنا ذا من ورائك.
قال فتقدم عبد الله بن عباس حتى واجه القوم ثمّ قال : أيها الناس ما الّذي نقمتم على أمير المؤمنين (عليه السلام)؟
فقالوا له : يا بن عباس الّذي نقمناه عليك في وقتنا هذا أشد ممّا نقمناه على عليّ ، وذلك انّك قد جئتنا في حلة يمانية ، ونحن نريد حربك وحرب ابن عمك.
____________
(١) الحدائق الوردية ١ / ٨٣ ط صنعاء.
(٢) من زيادات مخطوطة مكتبة الشيخ كاشف الغطاء قدس سره ولم يوجد في المطبوعة بصنعاء.