المسلمين ، وتولى من عادى الله ، وعادى المسلمين ومن دان بدينهم ، وما هم عليه من الحقّ ومن قتال أهل البغي؟
فقال : اللّهمّ نعم قد خصمتم عليّاً بهذا وقولكم الحقّ (؟).
ثمّ قالوا : أمّا ما ذكرت من قول الله ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا ـ إلى قوله (عزّ وجلّ) ـ يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) (١) فأخبرنا عن رجل من المسلمين عنده يهودية أو نصرانية وكان بينهما اختلاف ومنازعة هل ينبغي له ولمن حضره من المسلمين أن يدعو اليهود أو النصارى يحكمونهم بما هم به كافرون من أحكام المؤمنين؟
قال : لا.
قالوا : كيف حكّم عليّ عمرو بن العاص وهو يكفر بما حكّمه فيه ويستحل ما حرّم الله من دماء المسلمين ويدين بغير دينهم ، ويوالي من عادوا ويعادي من والوا ، فنذكرك الله هل يسع عليّاً هذا؟
قال : لا يجوز هذا لمن فعله ولا يسعه.
وقالوا : أمّا ما ذكرت من أمر الموادعة والقضية الّتي كانت بين رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبين المشركين ، فإنّها كانت منازل ونقل عنها منزلة منزلة ، وكلّ منزلة نقل الله عنها نبيّه أو أمره بغيرها حرّم عليه الإقامة عليها وحرّم على المسلمين أيضاً أن يقيموا على ما نقل عنه ، من ذلك القبلة الّتي كانت بيت المقدس نقل الله نبيّه والمؤمنين عنها باستقبال البيت الحرام ، ومثل الخمر كانت حلالاً ثمّ نهى الله
____________
(١) النساء / ٣٥.