وستأتي له مواقف مع بعض الخوارج منها مع ذلك الّذي كان متعلقاً بأستار الكعبة وهو يعلن براءته من الإمام وحديثه رواه ميمون بن مهران ، ولولا طوله لذكرته.
ومنها مع السائل الخارجي الّذي سأله عن الإمام فأعرض ثمّ سأله ثانياً فأجابه بجواب بليغ وحديثه عن ضرار بن الأزور.
ومنها ما رواه الأصبغ بن نباتة عن إسلام الاعرأبي على يد الإمام ، وما كساه الإمام ، وتعرّض الخوارج له حتى شككوه في الإمام فأتى ابن عباس وهو في مسجد الكوفة فسأله عما جرى له فأجابه حتى أقنعه ، والحديث طويل سيأتي في صفحة احتجاجاته.
٨ ـ قال : « فرجع ابن عباس إلى عليّ ، فلمّا رآه قام إليه وناجاه وكره أن يسمع أصحابه قولهم وحجتهم الّتي احتجوا بها ».
أقول : وهذا أمرٌ لم يُعهد من الإمام مثله من ذي قبل ، كما لم يعهد من ابن عباس كذلك.
ولو أغمضنا عن مناقشة ذلك فلنا أن نسأل المؤلف : من أين علم الإمام بأنّ ابن عباس أتاه مخصوماً فكره أن يسمع أصحابه قولهم وحجتهم الّتي احتجوا بها ، حتى احتاط للأمر بالنجوى؟ على أنّ ذلك التصرّف منه أدعى إلى اثارة الفضول ولفت النظر ثمّ التساؤل عما جاء به ابن عباس ، مع أنّا قد مرّ بنا في الحديث عن مؤتمر التحكيم مضايقة الكوفيين لابن عباس في السؤال عما تجيء به رسُل الإمام حتى تبرّم ساخطاً عليهم فضولهم غير المستحب قائلاً كما في الطبري : (أما تعقلون! أما ترون رسول معاوية يجيء لا يُعلم بما جاء به ، ويرجع لا يُعلم ما