إلى أمير المؤمنين ليرى فيه رأيه واعجّل عليّ بالّذي ترى أن يكون فيه منه والسلام.
قال : فرفع ذلك ابن عباس إلى عليّ (عليه السلام) فشاع في الناس بالكوفة ما كان من ذلك » (١).
قال ابن أبي الحديد : « وروى الواقدي : أنّ عليّاً (عليه السلام) استنفر بني تميم أياماً لينهض منهم إلى البصرة مَن يكفيه أمر ابن الحضرمي ويرد عادية بني تميم الذين أجاروه بها ، فلم يجبه أحد ، فخطبهم وقال : (أليس من العجب أن ينصرني الأزد وتخذلني مضر ، وأعجب من ذلك تقاعد تميم الكوفة بي وخلاف تميم البصرة عليَّ وأن استنجد بطائفة منها تشخص إلى إخوانها فيدعوهم إلى الرشاد فإن أجابت وإلاّ فالمنابذة والحرب ، فكأنّي أخاطب صمّاً بكماً لا يفقهون حواراً ولا يجيبون نداءاً ، كلّ هذا جبناً عن البأس وحباً للحياة لقد كنا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نقتل آباءنا وأبناءنا واخواننا وأعمامنا ، ما يزيدنا ذلك إلاّ إيماناً وتسليماً ... إلى أن قال : وأيم الله لتحتلبنّها دماً ولتتبعنّها ندماً).
قال : فقام إليه أعين بن ضبيعة المجاشعي فقال : إنّا إن شاء الله أكفيك يا أمير المؤمنين هذا الخطب ، وأتكفّل لك بقتل ابن الحضرمي أو إخراجه عن البصرة ، فأمره بالتهيّوء للشخوص فشخص حتى قدم البصرة ـ ثمّ ساق حديثه إلى أن ذكر تبييت نفر من المارقة الخارجة له في بيته وقتله (رحمه الله) ، فكتب زياد بذلك إلى الإمام (عليه السلام) ، فدعا جارية بن قدامة السعدي وكلّمه في ذلك ثمّ بعثه إلى البصرة ومعه خمسين رجلاً ، وكتب معه كتاباً إلى أهل البصرة يوبّخهم على النكث
____________
(١) الغارات / ٣٩٠.