فقال ابن الحضرمي لصبرة بن شيمان : أنت نابٌ من أنياب العرب فانصرني ، فقال : لو نزلت في داري لنصرتك. فلمّا رأى زياد ذلك خاف فاستدعى حضين ابن المنذر ومالك بن مسمع فقال : أنتم يا معشر بكر بن وائل أنصار أمير المؤمنين وثقاته ، وقد كان من ابن الحضرمي ما ترون وأتاه من أتاه فامنعوني حتى يأتيني أمر أمير المؤمنين.
فقال حضين بن المنذر : نعم ، وقال مالك ـ وكان رأيه مائلاً إلى بني أمية ـ هذا أمر لي فيه شركاء استشير فيه وأنظر. فلمّا رأى زياد تثاقل مالك خاف أن تختلف عليه ربيعة ، فأرسل إلى صبرة بن شيمان الحدّاني الأزدي يطلب أن يجيره وبيت مال المسلمين ، فقال : إن حملته إلى داري أجرتكما ، فنقله إلى داره بالحدّان ، ونقل المنبر أيضاً ، فكان يصلي الجمعة بمسجد الحدّان ويطعم الطعام ... » (١).
قال إبراهيم بن محمّد الثقفي : « وكتب إلى عبد الله بن عباس ...
للأمير عبد الله بن عباس من زياد بن عبيد سلام عليك أمّا بعد فإنّ عبد الله ابن عامر الحضرمي أقبل من قبل معاوية حتى نزل في بني تميم ونعى ابن عفان ودعا إلى الحرب ، فبايعه جلّ أهل البصرة ، فلمّا رأيت ذلك استجرت بالأزد بصبرة بن شيمان وقومه ، لنفسي ولبيت مال المسلمين ، فرحلت من قصر الإمارة فنزلت فيهم وإنّ الأزد معي ، وشيعة أمير المؤمنين من سائر القبائل تختلف إليَّ ، وشيعة عثمان تختلف إلى ابن الحضرمي ، والقصر خالٍ منّا ومنهم ، فارفع ذلك
____________
(١) الكامل ٣ / ١٥٦ ط بولاق.