حديث المناشدة الّذي استنشد فيه الإمام من سمع حديث الغدير فشهد أقوام وأبلس آخرون كان منهم أنس بن مالك وزيد بن أرقم فدعا عليهما فبرص أنس وعمي زيد. والرحبة المشار إليها إنّما هي رحبة الجامع بالكوفة وهي الفناء الّذي أمامه. وليس في تعيين ذلك المكان كبير شأن لولا ما وجدته في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي وهو يذكر الخطبة فقال : « خطبة أخرى ، وتعرف بالشقشقية ذكر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخلّ بالبعض وقد أتيت بها مستوفاة. أخبرنا بها شيخنا أبو القاسم النفيس الأنباري بإسناده عن ابن عباس قال : لمّا بويع أمير المؤمنين بالخلافة ناداه رجل من الصف وهو على المنبر ما الّذي أبطأ بك إلى الآن؟ فقال : بديهاً : والله لقد تقمصها ... » (١).
وهذا أمر منه غريب فإنّ بيعة الإمام كانت بالمدينة ، والخطبة تناولت ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين فكيف يصح ما ذكره السبط؟ ولو أنّه ذكر لنا تمام سند شيخه النفيس لكان أولى.
والآن إلى رواية النص بأسانيد المشايخ الأعلام الثلاثة : الصدوق ، والطوسي ، والقطب الراوندي.
فقد رواه الصدوق فقال : « حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن عمّار ابن خالد ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني ، قال : حدّثنا عيسى بن راشد ، عن عليّ بن خزيمة عن عكرمة عن ابن عباس » (٢).
____________
(١) تذكرة الخواص / ٧٣ ط حجرية.
(٢) معاني الأخبار / ٣٤٣ ط الحيدرية بتقديمنا ، وعلل الشرائع ١ / ٢٠٥ ط مكتبة الرضي بقم.