وهذا الحضور أعتبره معبّراً أكثر منه حضوراً عابراً وليس كالمواقف السابقة على ما مرّ فيها من ايجابيات مؤثرة ومعبّرة ، فقد كان فيه ما يلي :
١ ـ كان الإمام (عليه السلام) يتناول عشاءه عنده مرة في إحدى ليال ثلاث أو أربع من شهر رمضان وأقدم من رواه لنا البسوي المتوفى سنة ٢٧٧ هـ ، كما روى ذلك أيضاً ثلاثة من الأحناف. وهم المؤيد الخوارزمي في مناقبه ، وشيخ الإسلام الجويني في فرائد السمطين ، وجمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين ، ورواه من الشافعية ابن عساكر في تاريخه ـ ترجمة الإمام ـ ، ورواه من الزيدية محمّد بن سليمان الكوفي في كتابه مناقب أمير المؤمنين (١).
ومن أصحابنا الشيخ المفيد في إرشاده وكلّ هؤلاء يروونه عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن عبد الجبار بن العباس الهمداني عن عثمان بن المغيرة وسيأتي مزيد بيان عن هذه الحضور في الحلقة الرابعة (ابن عباس في الميزان) إن شاء الله تعالى.
٢ ـ ولادة ابنه عليّ بالكوفة في شهر رمضان قبل مقتل الإمام (عليه السلام) بيوم أو ليلة ، وهذا أمر ذكره جملة من المؤرخين في ترجمته.
فقد ذكر ابن سعد في الطبقات فقال : « ولد ليلة قتل عليّ بن أبي طالب رحمة الله عليه في شهر رمضان سنة أربعين فسُمّي باسمه وكنيته أبي الحسن ، فقال له عبد الملك بن مروان لا والله لا احتمل لك الاسم والكنية جميعاً فغيّر أحدهما ، فغيّر كنيته فغيّرها أبا محمّد. وحكى ذلك غير واحد نقلاً عنه وعن
____________
(١) مناقب أمير المؤمنين عليّ ٢ / ٧١.