ثمّ تحقق ابن عباس (رضي الله عنه) به ، واكتفال أبي الاسود ـ (رحمه الله) ـ إياه ، هذا بعد تنبيه رسول الله ـ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ـ عليه وحضّه على الأخذ بالحظ منه. ثمّ تتالى السلف ... » (١).
وفي تلك الفترة أيضاً علّم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كميل بن زياد الدعاء المعروف باسمه ، وهو دعاء الخضر (عليه السلام).
كما روى ذلك السيّد ابن طاووس في كتابه الإقبال : « فقد قال كميل بن زياد : كنت جالساً مع مولاي أمير المؤمنين صلوات الله عليه في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه ، فقال بعضهم : ما معنى قول الله (عزّ وجلّ) ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٢)؟
قال (عليه السلام) : هي ليلة النصف من شعبان ، والّذي نفسي بيده إنّه ما من عبد إلاّ وجميع ما يجري عليه من خير وشر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر (عليه السلام) إلاّ أجيب له.
فلمّا انصرف طرقته ليلاً فقال (عليه السلام) : ما جاء بك يا كميل؟ قلت : يا أمير المؤمنين دعاء الخضر (عليه السلام).
فقال : اجلس يا كميل إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كلّ ليلة جمعة ، أو في الشهر مرة ، أو في السنة مرة ، أو في عمرك مرة ، تكف وتنصر وترزق ، ولن تعدم المغفرة ، يا كميل أوجب لك طول الصحبة لنا أن نجود لك بما سألت.
____________
(١) الخصائص ٣ / ٣٠٩.
(٢) الدخان / ٤.