ولايتها للبصرة ، وما يجبى منها من خراج ، وكان منها ولاية فارس وهي تشمل فيما تضم (فسا ودار ابجرد) ولمّا كانت بلاد فارس منها ما فتح عنوة ومنها ما فتح صلحاً. فأمّا الّتي فتحت عنوة فغنائمها لمن قاتل عليها بعد تخميسه ، وأمّا الّتي فتحها المسلمون صلحاً فهي من مختصات الإمام لأنّها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
وبلاد (فسا ودار ابجرد) قد فتحت صلحاً كما في الفتوح. قال البلاذري : « وأتى عثمان بن أبي العاص دار ابجرد ، وكانت شادروان علمهم ودينهم وعليها الهربذ ، فصالحه الهربذ على مال أعطاه إياه ، وعلى أنّ أهل دار ابجرد كلّهم أسوة من فتحت بلاده من أهل فارس ... » (١).
إذن فخراج دار ابجرد يكون شأنه شأن البلاد الّتي فتحت صلحاً على عهد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ممّا لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب مثل فدك وذلك خاص بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أيامه ، ثمّ من بعده بالإمام أمير المؤمنين وأهل بيته (عليه السلام) لقوله تعالى : ( مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ) (٢).
ولمّا كان الإمام الحسن (عليه السلام) ، هو إمام الخلق بالحق ، وعليه أن يتبع سنة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الأراضي المفتوحة صلحاً ، كما له أن يرتزق ويرزق من مال المصالحة بالوجه الّذي يراه ، لذلك اشترط أخذ خراج (دار ابجرد) لأنّه له ومن
____________
(١) فتوح البلدان للبلاذري / ٣٩٥ ط الأولى سنة ١٣١٩ بمطبعة الموسوعات بمصر.
(٢) الحشر / ٧.