تهذيب الأسماء وجدنا العبارة هكذا : « واستعمله عليّ (رضي الله عنه) على البصرة ثمّ فارقها قبل قتل عليّ وعاد إلى الحجاز » (١).
ومعلوم أنّ تغيير كلمة (بعد) بكلمة (قبل) كم له من تأثير في قلب المفاهيم وتضييع الحقائق ، وهذا ما يحملنا على سوء الظن بمن تولى كبر ذلك من النساخين أو المصحّحين ، وكم لهذا من نظير (٢). وتبقى الحقيقة حية لا تموت حتى تظهر ولو بعد حين. والحمد لله ربّ العالمين الّذي لا يحمد على مكروه سواه ، فقد انتهى عصر الخلافة الراشدة فيما يسمونه ، وأطل على المسلمين عهد الملوكية المستبدة الّذي حول الخلافة إلى ملك عضوض.
____________
(١) تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢٧٦ ط المنيرية بمصر.
(٢) راجع خطبة قيس بن سعد بن عبادة بعد مغادرة عبيد الله بن عباس جيشه وذهابه إلى معاوية ، ستجدها في المطبوع من مقاتل الطالبين وفيها ( وإن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط. ان اباه عم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خرج يقاتله ببدر ، فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري ، فأتي به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فأخذ فداءه فقسمه بين المسلمين ، وإن أخاه ولاّه عليّ أمير المؤمنين على البصرة فسرق مال الله ومال المسلمين ، فاشترى به الجواري وزعم أن ذلك له حلال ، وإن هذا ولاه على اليمن فهرب من بسر بن أرطاة وترك ولده حتى قتلوا ، وصنع الآن هذا الّذي صنع ... ).
وإذا رجعنا إلى ابن أبي الحديد في نهج البلاغة ٤ / ١٥ وهو يروي عن أبي الفرج في مقاتله خطبة قيس نجد التزيّد في المطبوع من المقاتل فإنه لم يذكر سوى قوله : وذكر عبيد الله فنال منه. فأين هذا من ذكر الأب والأخ؟