نقرأ في ترجمته قول ابن معين فيه : « من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه » (١) ، وقول الجريري فيه : « كان مجاب الدعوة كانت تمرّ به السحابة فيقول : اللّهمّ لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر ، فلا تجوز ذلك الموضع » (٢)؟ إذا كان مثل هذا من خيار المسلمين وهو يبغض عليّاً ويحمل عليه ، فما بالك بشرارهم! نعوذ بالله من شرّ هكذا أخيار ، كما نستيعذ به من شرّ الأشرار.
اللّهمّ احفظ عقول أمة محمّد من هذا التخبط والتخليط ، فرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لعليّ (عليه السلام) : (لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق) (٣) ، وابن معين يقول : هو من خيار المسلمين!! ( إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ) (٤) ، فقد أخرج ابن عساكر بسنده عن محمّد بن منصور الطوسي قال : « سمعت أحمد بن حنبل وقد سأله رجل عن قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : (عليّ قسيم النار) فقال : هذا حديث يضطرب طريقه عن الأعمش ، ولكن الحديث الّذي ليس عليه لبس قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : (يا عليّ لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق) وقال الله (عزّ وجلّ) : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ ) (٥) فمن أبغض عليّاً فهو في الدرك الأسفل من النار » (٦).
____________
(١) نفس المصدر.
(٢) نفس المصدر.
(٣) راجع كتاب (علي إمام البررة ١ / ٩٣ ط دار الهادي).
(٤) سورة المدثر / ٣٥.
(٥) النساء / ١٤٥.
(٦) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام ٢ / ٢٥٣ ، وهذا أخرجه أيضاً الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / ٧٢ ط الحيدرية سنة ١٣٩٠ هـ كما ذكره ابن أبي يعلى الحنبلي في طبقات الحنابلة ١ / ٣٢٠.