وقال أيضاً : « وكتب عليّ إلى جرير بعد ذلك : أمّا بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل معاوية على الفصل ، وخذه بالأمر الجزم ، ثمّ خيّره بين حرب مُجلية ، أو سلم مُحظية. فإن اختار الحرب فانبذ له وان اختار السلم فخذ بيعته.
فلمّا انتهى الكتاب إلى جرير أتى معاوية فأقرأه الكتاب فقال له يا معاوية ، إنّه لا يطبع على قلب إلاّ بذنب ، ولا يُشرح صدر إلاّ بتوبة ، ولا أظن قلبك إلاّ مطبوعاً ، أراك قد وقفت بين الحقّ والباطل كأنّك تنتظر شيئاً في يدي غيرك.
فقال معاوية : ألقاك بالفيصل أوّل مجلسي إن شاء الله.
فلمّا بايع معاوية أهل الشام وذاقهم قال : يا جرير الحقّ بصاحبك وكتب إليه بالحرب » (١) ، ولم يذكر نص الكتاب إلاّ أنّ المبرّد ذكره في الكامل وعنه ابن أبي الحديد في شرح النهج (٢).
وقال نصر : « لمّا رجع جرير إلى عليّ كثر قول الناس في التهمة لجرير في أمر معاوية ... » (٣).
ثمّ ذكر ما جرى بين الأشتر وجرير من كلام وتبادل التهم وحتى الشتم ممّا أغضب جريراً فخرج مغاضباً إلى قرقيسيا ولحق به أناس من قسر من قومه ، ولم يشهد صفين من قسر غير تسعة عشر ، ولكن أحمس شهدها منهم سبعمائة رجل.
____________
(١) وقعة صفين / ٦٢.
(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٢٥٢.
(٣) وقعة صفين / ٦٦ ـ ٦٧.