وتأوّه صعداء (١).
فقلت له : يا أمير المؤمنين ما أخرجك إلى هذا إلا أمر؟
فقال : أمر الله يا بن عباس.
قال : قلت : إن شئت أخبرتك بما في نفسك؟
فقال : غص يا غواص ، إن كنت لتقول فتحسن.
قال : قلت : ذكرت هذا الأمر بعينه وإلى من تصيّره؟
قال : صدقت.
قال : فقلت له : أين أنت عن عبد الرحمن بن عوف؟
فقال : ذلك رجل ممسك ، وهذا الأمر لا يصلح إلا لمعطٍ في غير سرف ، ومانع في غير إقتار.
قال : قلت : فسعد بن أبي وقاص؟
قال : مؤمن ضعيف.
قال : فقلت : طلحة بن عبيد الله؟
قال : ذاك رجل يناول للشرف والمديح ، يعطي ماله حتى يصل إلى مال غيره ، وفيه بأو (٢) وكبر.
قال : فقلت : فالزبير بن العوام ، فهو فارس الإسلام؟
____________________
(١) الصعداء : المشقة وتنفس طويل.
(٢) الباؤ : الفخر والكبر ، من بأى عليهم بأواص فخر وتكبّر.