هذه جملة من المصادر التي اطلعت عليها ولعلّ ما فاتني الإطلاع عليه أكثر ، ولنقتصر على هذا فحسب.
والآن إلى القارئ المحاججة بلفظ أبي العباس ثعلب في شرح ديوان زهير مع إضافة ما تنفرد به روايته عن الآخرين :
( قال (١) عبد الله بن محمد البصري ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السدوسي ، عن محمد بن خداش الأسلمي ، عن نوح بن دراج ، عن حبيب ابن زاذان ، عن أبيه ، قال : دخلت على عمر بن الخطاب رحمه الله وعنده نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكروا الشعر ، فقال لهم عمر : من كان أشعر العرب؟ فاختلفوا ، فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم عبد الله بن عباس ، فقال عمر لجلسائه : قد جاءكم ابن بجدتها (٢) ، وأعلم الناس بأيامها.
ثم قال عمر : من كان أشعر العرب يابن عباس؟
قال : ذاك زهير بن أبي سلمى المزني.
____________________
(١) قال أبو أحمد عبد السلام البصري : ممّا قرأت على شيخنا أبي رياش أحمد بن أبي هاشم قال تشاجروا في الشعر بين يدي عمر بن الخطاب رحمة الله عليه في أشعر الناس قال : سأرسل إلى سيد الناس فأسأله. فقال الناس : قد تشاجرنا في سيد الشعراء فنريد الآن ننظر من سيد الناس؟! فأرسل إلى عبد الله بن عباس فجاءه فقال له يا أبا العباس أنشدنا ما تستحسن من الشعر؟. فقال : سأنشدكم لسيد الشعراء فأنشدهم لزهير بن أبي سلمى : هل في تذكر أيام الصبا فند ـ القصيدة.
(٢) البجدة : دخلة الأمر وباطنه يقال : هو عالم بجدة أمرك ، ومنه يقال : هو ابن بجدتها للعالم بالشيء المتقن له المميزّ له ، وكذلك يقال : للدليل الهادي الخرّيت.