لكن ممّا ينبغي التنبيه عليه في المقام أن أشير إلى زلة من زلاّته ممّا يتعلق بابن عباس وهذا هو الذي حداني إلى ذكره في المقام.
فالأفغاني ناقش رواية ابن عباس لحديث الحوأب. وهذه نقطة أولى تقدمت الإشارة إليها في هامش بعض الصفحات قريباً ، واكتفيت برد ابن بلده ناصر الدين الألباني ، فراجع.
أمّا النقطة الثانية : فهي مناقشته حوار ابن عباس مع عائشة بالبصرة وقد أرسله الإمام عليه السلام إليها يأمرها بالتهيؤ للرحيل والعودة إلى بيتها الذي أمرها الله أن تقرّ فيه.
فلابدّ لي من عرض جميع ما وقفت عليه من نصوص المحاورة ثمّ عرض مناقشة الأفغاني بعد ذلك.
بين يديّ فعلاً من المصادر التي روت المحاورة أكثر من عشرين مصدراً ، تختلف في روايتها مسندة ومرسلة ، مختصرة ومفصّلة ، وهي موزّعة على القرون كالآتي :
فمن القرن الثالث :
١ ـ كتاب ( الجمل ) للواقدي المتوفى سنة ٢٠٧ هـ وهذا بتوسط كتاب الشافي للمرتضى.
٢ ـ ( أخبار الدولة العباسية ) ، مجهول المؤلف من القرن الثالث يميل المحققان له أنّه لابن النطّاح المتوفى سنة ٢٥٢ هـ (١).
____________________
(١) أخبار الدولة العباسية / ١٥ المقدمة ط دار الطليعة بيروت.