قال : فجئتها فوقفت على بابها ساعة لا تأذن لي ، ثمّ أذنت (١) ، فدخلت ولم يوضع لي وسادة ولا شيء أجلس عليه ، فالتفت فإذا وسادة في ناحية البيت على متاع فتناولتها ووضعتها ثمّ جلست عليها.
فقالت عائشة : يا بن عباس أخطأت السنّة تجلس على متاعنا بغير إذننا.
فقلت لها : ليست بوسادتك ، تركتِِ متاعك في بيتك الذي لم يجعل الله لكِ بيتاً غيره.
فقالت : والله ما أحبّ أنّي أصبحت في منزل غيره.
قلت : أمّا حين اخترتِ لنفسكِ فقد كان الذي رأيتِ.
فقالت : أيّها الرجل أنت رسول فهلمّ ما قيل لك؟
قال : فقلت : إنّ أمير المؤمنين عليه السلام يأمرك أن ترحلي إلى منزلكِ وبلدكِ.
فقالت : ذاك أمير المؤمنين عمر.
قال ابن عباس : فقلت : أمير المؤمنين عمر والله يرحمه ، وهذا والله أمير المؤمنين.
فقالت : أبيتُ ذلك.
فقلت : أما والله ما كان إلاّ فواق ناقة غير غزير حتى ما تأمرين ولا تنهين كما قال الشاعر الأسدي :
ما زال إهداء القصائد بيننا |
|
شتم الصديق وكثرة الألقاب |
____________________
(١) لم يرد هذا في غير هذا المصدر ، وأما في بقية المصادر دخل عليها بغير إذنها ، وهو الصحيح إذ ورد فيها قوله عائشة : أخطأت السنة دخلت منزلي بغير اذني.