خلق الله بلداً هو أبغض إليّ من بلد أنتم به يا بني هاشم.
فقال ابن عباس : ولم ذلك؟ فوالله ما هذا بلاؤنا عندك يا بنت أبي بكر.
فقالت عائشة : وما بلاؤكم عندي يا بن عباس؟
قال : بلاؤنا عندكِ إنّا جعلناكِ للمؤمنين أمّاً وأنتِ بنت أم رومان ، وجعلنا أباك صدّيقاً وهو ابن أبي قحافة ، وبنا سُمّيت أم المؤمنين لا بتيم وعديّ.
فقالت عائشة : يا بن عباس أتمنّون عليّ برسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم؟
فقال : ولم لا نمنّ عليك برسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم؟ ولو كانت فيك شعرة منه أو ظفر لمننتِ علينا وعلى جميع العالمين بذلك. وبعد فإنّما كنتِ إحدى تسع حشايا من حشاياه ، لستِ بأحسنهنّ وجهاً ، ولا بأكرمهنّ حسباً ، ولا بأرشحهنّ عرقاً ، وأنتِ الآن تريدين أن تقولي ولا تُعصَين ، وتأمري ولا تخالفين ، ونحن لحم الرسول صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ودمه ، وفينا ميراثه وعلمه.
فقالت عائشة : يا بن عباس ما باذل لك عليّ بن أبي طالب؟
فقال ابن عباس : أما والله أقرّ له وهو أحق به مني وأولى ، لأنّه أخوه وابن عمه ، وزوج الطاهرة ابنته وأبو سبطيه ، ومدينة علمه ، وكشاف الكرب عن وجهه ، وأمّا أنتِ فلا والله ما شكرتِ نعماءَنا عليكِ وعلى أبيكِ من قبلكِ.