٤ ـ ( مروج الذهب ) للمسعودي المتوفى سنة ٣٤٦ هـ :
( وبعث عبد الله بن عباس إلى عائشة يأمرها بالخروج إلى المدينة ، فدخل عليها بغير إذنها ، واجتذب وسادة فجلس عليها.
فقالت له : يا بن عباس أخطأت السنّة المأمور بها دخلت إلينا بغير إذننا ، وجلست على رحلنا بغير أمرنا.
فقال لها : لو كنتِ في البيت الذي خلّفك فيه رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم ما دخلنا إلاّ بإذنكِ ، وما جلسنا على رحلكِ إلاّ بأمركِ ، وإنّ أمير المؤمنين يأمركِ بسرعة الأوبة ، والتأهب للخروج إلى المدينة.
فقالت : أبيت ما قلت ، وخالفت ما وصفت.
فمضى إلى عليّ فخبّره بامتناعها ، فردّه إليها ، وقال : إنّ أمير المؤمنين يعزم عليكِ أن ترجعي ، فأنعمت وأجابت إلى الخروج ، وجهّزها عليّ.
وأتاها في اليوم الثاني ودخل عليها ومعه الحسن والحسين وباقي أولاده وأولاد أخوته وفتيان أهله من بني هاشم وغيرهم من شيعته من همدان. فلمّا بصرت به النسوان صحن في وجهه وقلن : يا قاتل الأحبة.
فقال : ( لو كنت قاتل الأحبة لقتلت مَن في هذا البيت ) ، وأشار إلى بيت من تلك البيوت قد اختفى فيه مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر وغيرهم.